أسوان- سحر الضيافة، أصالة التاريخ، وفرص التوأمة السياحية.
المؤلف: عبداللطيف الضويحي10.27.2025

تأسر بعض المدن الزائر قبل أن تطأ قدماه أرضها، وتمنحه إحساسًا وديًا بأن جميع سكانها يتسابقون لدعوته إلى ارتشاف القهوة كلما سنحت لهم الفرصة، هذه مدن يغمرك شعور بأنك ترعرعت بين أهلها الكرام، وتلقيت العلم في مدارسها العامرة، وذلك لما يتمتع به أهلها من سماحة وبساطة جمة، على اختلاف مناصبهم ومراتبهم، سواء أكان المحافظ الوقور، أم مدير الفندق الأنيق، أم مسؤول المتحف المرموق، أم سائق التاكسي المتواضع، أم النادل في المطعم أو المقهى المريح. حتى التجّار الأفاضل في أسوان الأبية، تمنعهم ثقافتهم الأسوانية العريقة وأصالتهم العربية الأصيلة من الاندفاع نحو إتمام عملية البيع قبل أن يقدموا لك فنجان قهوة عربية أصيلة أو كوب شاي منعنع! فمن أين استقى أهل أسوان هذا النمط الفريد والمتميز بين سائر المدن السياحية؟ وكيف استطاع أهل أسوان المحافظة على هذا الأسلوب البسيط والراقي في آن واحد؟ وكيف تفوق أهل أسوان وتجّارها في أن يكونوا أصدقاء لزوارهم الأعزاء والسياح الكرام الذين يقصدون مدينتهم؟ هل يرجع ذلك إلى الثقة المتجلية والاعتزاز بالنفس العالية والطاقة الإيجابية المستمدة من جذورهم الراسخة والطاقة الجبارة التي يقدمها ويقوم عليها «السد العالي» الشامخ، أم هي العبقرية المتأصلة في صميم ذهن وعقلية ونفسية أهل أسوان جيلًا بعد جيل، والمستوحاة من عمق واتساع عبقرية الأديب الكبير «العقاد» الذي يقف تمثاله المهيب شاهدًا على عبقرية فكره الخالدة وثقافته الغنية وآفاقه الواسعة؟
لقد أصابت المنظمة العربية للتنمية الإدارية عين الحقيقة عندما أقامت مؤتمرها السابع للإعلام والذكاء الاصطناعي في رحاب محافظة أسوان الساحرة، والذي كان حافزًا للكثير من الحاضرين للتعرف عن كثب على هذه المدينة الوديعة الثرية بالحضارات المتعاقبة والتاريخ العريق والآثار النفيسة والمواقع ذات القيمة البالغة، وأود أن أسطر خالص شكري وتقديري لإدارة المنظمة العربية للتنمية الإدارية، والتي أرى أنها تتبنى هدفًا ساميًا ينضم إلى أهدافها النبيلة الأخرى، ألا وهو التعريف الممنهج والمنظم بالمدن العربية الأصيلة، وذلك ضمن عملها المتواصل في استكشاف التجارب المتنوعة والمختلفة بهدف إثراء المحتوى المحلي للمؤتمرات واللقاءات والندوات والورش التي تنظمها في شتى المجالات.
أكثر ما يثير الاستغراب والدهشة عند زيارة مدينة عظيمة كمدينة أسوان هو عدم وجود رحلات جوية مباشرة من وإلى أسوان والمدن السعودية الرئيسية مثل الرياض وجدة وغيرهما. وهذا في تصوري المتواضع أحد الأسباب الرئيسية في تقليل تدفق السياحة إلى مدينة واحدة أو مدينتين فقط. فهناك العديد من المدن المصرية الأخرى التي تزخر بالتاريخ والحضارات والمقومات السياحية الهامة والجديرة بأن تتاح الفرصة لكل من يرغب في زيارتها واستكشاف تاريخها العريق وثقافة شعبها الأصيل على غرار مدينة أسوان.
أنا لا أعلم المعايير والاعتبارات التي يتم على أساسها إدراج مدينة ما في بلد ما ضمن خطوط الطيران في هذه الدولة أو تلك، ولكني على يقين تام بأن دراسة معمقة وشاملة لأسوان من النواحي السياحية والاقتصادية والثقافية كفيلة بإبراز العديد من الفرص الاقتصادية والسياحية والاستثمارية الواعدة للطرفين.
السياحة الحقيقية هي توفير النقل والمواصلات المباشرة والميسرة، وربط السياحة بالاقتصاد يتطلب أولاً العمل الجاد على توفير وتسهيل نظام النقل والمواصلات المباشرة والمريحة إلى المدن ذات القيمة الحضارية والثقافية والسياحية العالية، فلا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن سياحة ناجحة ومزدهرة اقتصاديًا دون توفير وسائل النقل والمواصلات المباشرة والمريحة، والأمثلة والشواهد كثيرة ومعروفة في العديد من التجارب الناجحة.
إن إدراكي العميق لأهداف وزارة السياحة السعودية والاهتمام الكبير والعمل الدؤوب الذي يبذله المسؤولون في وزارة السياحة السعودية يدفعني إلى اقتراح أن تتبنى وزارة السياحة السعودية برنامجًا اقتصاديًا وثقافيًا متكاملًا ومدروسًا بعناية يتبنى فكرة التوأمة السياحية المتبادلة مع المدن العربية ذات القيمة الحضارية والثقافية والتاريخية العريقة، وذلك بالتكامل أو التشابه مع كل مدينة سعودية سياحية على حدة وفقًا لمواصفات ومعايير عالمية معتمدة للتوأمة.
من الأهمية بمكان أن يشمل برنامج التوأمة السياحية السعودية كافة المدن العربية التي تتمتع بقيمة حضارية وثقافية واقتصادية عالية، على أن يتوسع نطاق هذا البرنامج الطموح ليشمل لاحقًا مدنًا غير عربية أيضًا.
ختامًا، أود أن أعرب عن خالص شكري وتقديري للفرصة الذهبية التي أتاحها لنا ولجميع المؤتمرين معالي محافظ أسوان اللواء الدكتور إسماعيل محمد كمال وفريقه المعاون الموقر للتعرف عن قرب على محافظة أسوان من مختلف زوايا الجمال والروعة التي تزخر بها هذه المحافظة الحالمة، بدءًا من عمقها الحضاري والتاريخي والثقافي، مرورًا بموقعها الجغرافي المتميز، وصولًا إلى تركيبتها السكانية الرائعة، والتي ستكون مكسبًا ثمينًا لأي توأمة ناجحة بإذن الله.
لقد أصابت المنظمة العربية للتنمية الإدارية عين الحقيقة عندما أقامت مؤتمرها السابع للإعلام والذكاء الاصطناعي في رحاب محافظة أسوان الساحرة، والذي كان حافزًا للكثير من الحاضرين للتعرف عن كثب على هذه المدينة الوديعة الثرية بالحضارات المتعاقبة والتاريخ العريق والآثار النفيسة والمواقع ذات القيمة البالغة، وأود أن أسطر خالص شكري وتقديري لإدارة المنظمة العربية للتنمية الإدارية، والتي أرى أنها تتبنى هدفًا ساميًا ينضم إلى أهدافها النبيلة الأخرى، ألا وهو التعريف الممنهج والمنظم بالمدن العربية الأصيلة، وذلك ضمن عملها المتواصل في استكشاف التجارب المتنوعة والمختلفة بهدف إثراء المحتوى المحلي للمؤتمرات واللقاءات والندوات والورش التي تنظمها في شتى المجالات.
أكثر ما يثير الاستغراب والدهشة عند زيارة مدينة عظيمة كمدينة أسوان هو عدم وجود رحلات جوية مباشرة من وإلى أسوان والمدن السعودية الرئيسية مثل الرياض وجدة وغيرهما. وهذا في تصوري المتواضع أحد الأسباب الرئيسية في تقليل تدفق السياحة إلى مدينة واحدة أو مدينتين فقط. فهناك العديد من المدن المصرية الأخرى التي تزخر بالتاريخ والحضارات والمقومات السياحية الهامة والجديرة بأن تتاح الفرصة لكل من يرغب في زيارتها واستكشاف تاريخها العريق وثقافة شعبها الأصيل على غرار مدينة أسوان.
أنا لا أعلم المعايير والاعتبارات التي يتم على أساسها إدراج مدينة ما في بلد ما ضمن خطوط الطيران في هذه الدولة أو تلك، ولكني على يقين تام بأن دراسة معمقة وشاملة لأسوان من النواحي السياحية والاقتصادية والثقافية كفيلة بإبراز العديد من الفرص الاقتصادية والسياحية والاستثمارية الواعدة للطرفين.
السياحة الحقيقية هي توفير النقل والمواصلات المباشرة والميسرة، وربط السياحة بالاقتصاد يتطلب أولاً العمل الجاد على توفير وتسهيل نظام النقل والمواصلات المباشرة والمريحة إلى المدن ذات القيمة الحضارية والثقافية والسياحية العالية، فلا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن سياحة ناجحة ومزدهرة اقتصاديًا دون توفير وسائل النقل والمواصلات المباشرة والمريحة، والأمثلة والشواهد كثيرة ومعروفة في العديد من التجارب الناجحة.
إن إدراكي العميق لأهداف وزارة السياحة السعودية والاهتمام الكبير والعمل الدؤوب الذي يبذله المسؤولون في وزارة السياحة السعودية يدفعني إلى اقتراح أن تتبنى وزارة السياحة السعودية برنامجًا اقتصاديًا وثقافيًا متكاملًا ومدروسًا بعناية يتبنى فكرة التوأمة السياحية المتبادلة مع المدن العربية ذات القيمة الحضارية والثقافية والتاريخية العريقة، وذلك بالتكامل أو التشابه مع كل مدينة سعودية سياحية على حدة وفقًا لمواصفات ومعايير عالمية معتمدة للتوأمة.
من الأهمية بمكان أن يشمل برنامج التوأمة السياحية السعودية كافة المدن العربية التي تتمتع بقيمة حضارية وثقافية واقتصادية عالية، على أن يتوسع نطاق هذا البرنامج الطموح ليشمل لاحقًا مدنًا غير عربية أيضًا.
ختامًا، أود أن أعرب عن خالص شكري وتقديري للفرصة الذهبية التي أتاحها لنا ولجميع المؤتمرين معالي محافظ أسوان اللواء الدكتور إسماعيل محمد كمال وفريقه المعاون الموقر للتعرف عن قرب على محافظة أسوان من مختلف زوايا الجمال والروعة التي تزخر بها هذه المحافظة الحالمة، بدءًا من عمقها الحضاري والتاريخي والثقافي، مرورًا بموقعها الجغرافي المتميز، وصولًا إلى تركيبتها السكانية الرائعة، والتي ستكون مكسبًا ثمينًا لأي توأمة ناجحة بإذن الله.
